الذخيرة العربية
بنك النصوص المحوسبة
يدعوكم للمساهـــمة فيه
Image non disponible
Slider

أهمية العودة إلى المصادر الموثوقة

لقد استطاع علماء اللّغة العربيّة منذ الأزل المحافظة على سلامة اللّغة العربيّة، وهم على يقين أنّهم بذلك سيحافظون على القرآن الكريم. فنجد مثلاً في الأندلس الكثير من أئمة النحو العربي يرجعون إلى الكتاب لسيبويه في بحوثهم اللّغوية، فرغم وجود أئمة معاصرين لهم كتبوا في نفس المواضيع إلا أنّهم يبحثون عن التّجديد والتّطوير انطلاقاً مما قاله الخليل بن أحمد الفراهيدي وما قاله سيبويه، ومن أمثال هؤلاء العلماء أذكر على سبيل المثال لا الحصر السهيلي؛ فحسب الخمسة مسائل التي ذكرها الإمام السهيلي في كتابه نتائج الفكر في النحو فإنّه مع الخليل بن أحمد الفراهيدي في كل ما قاله، ولم يقدم له نقد قط، بل بالعكس فهو يوضح آراءه بمزيد من الشرح، ليكون الفهم أكثر للذين لم يفهموا كلام الخليل رحمه الله. ( وليس هو فقط من يوافق الخليل لكن أستاذه ابن الطراوة كذلك)، فهو القدوة التي يجب أن يُقتدى بها، وهذا حسب ما ذكره في كتابه نتائج الفكر في النحو، وكذلك فعل عبد الرحمان الحاج صالح فقد استعمل مقاييس علمية ووضع لنا نظريته المشهورة ” النظرية الخليلة الحديثة” حيث انطلق في بحثه من مصادر موثوقة، وتحرى البحث بكل جد ونشاط، فأبدع، وأتى بالجديد، فمن المفروض الآن أن نكون أكثر جدية في بحوثنا وذلك بالعودة إلى المصادر في الموضوع الذي نحن نبحث فيه، من أجل تطوير نظرية، أو اكتشاف نظرية جديدة، ومن الأمور التي تُبعد الباحث عن الحصول على نتائج جديدة هي النقل الأعمى من مراجع ألفت في عصر ما مختلف عن العصر الذي أُلف فيه المصدر، مما يؤدي إلى اختلاف النظرة بين عصر وعصر آخر، فحتى الألفاظ التي نعبر بها عن مصطلحات ما تختلف من مؤلف إلى مؤلف آخر، ولكن بالعودة إلى المصدر ومع الزاد العلمي الذي يمتلكه صاحبه في تلك الفترة فستختلف حتماً عن مؤلف آخر في فترة أخرى أو من بيئة مختلفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تواصلوا معنا عبر