علوم اللغة والقرآن الكريم

تتناول هذه الصفحة جذور نحو النص في التراث العربي من خلال الإعجاز القرآني ؛فالعلاقة بين اللغة والقرآن الكريم علاقة وطيدة موغلة في القدم بدأت منذ أوائل نزوله ، والتفكر في معانيه ، وكان هذا المنطلق والأساس المتين لنشأة علم النحو ، وكانت مسألة تعارض القاعدة النحوية مع نص القرآن الكريم قد شغلت فكر الباحثين، وفي ظل تلك الدعوات إلى تيسير النحو العربي ،والتي أضحت أكثر من ضرورة ومطلبا ملحا بوجوب تصويب منهج النحو العربي ، وإرجاع طريقه إلى ما كان عليه، بإعادة علاقة النحو بآي الذكر الحكيم المتمثلة بإعادة المعاني إلى النحو في ضوء المنهج الذي رسمه العلماء القدماء ، ظهرت الحاجة إلى نحو يستنبط أصوله من أساس مكين وسند ثابت متين ألا وهو نص القرآن الكريم ، وهذا النحو يقرب ما تباعد ، ويصل ما انفصل ، لنصل إلى نحو جديد في عرضه ، قديم في أصوله وجذوره لتبقى العربية ما بقي القرآن الكريم.
فنحو النص في القرآن الكريم ليس نحوا جديدا أو منفصلا عن نحونا العربي ،ذلك أن النحو العربي متوحد الأصول، والمتأمل في جهود النحاة وآرائهم يتنبه إلى سبقهم اعتماد المعايير المعنوية والفكرية في فهم النص القرآني ، فقد ظهرت العناية بالنص وترابط عناصره، وتماسكه، وعلاقة النص بالنظام اللغوي وبمنشئه، وبمتلقيه، وقرائن المقام والأحوال.وهذه الأـسس المعنوية شكلت الركائز والمعايير الرئيسة لنحو النص باصطلاحه المعاصر.
ونحو النص يعنى بالأساليب والمعاني والنظم، ويتطلب إلماما بأصوله وأحكامه لأي والج إلي ميدانه. وما وصل إلينا من تراث ضخم يدل دلالة واضحة لا غبار عليها على دقة فهم النحاة في الكشف عن معاني النص الكريم وأسراره المعجزة.
من هنا ومما سبق نلتمس من الأساتذة والباحثين الكرام أن لا يبخلوا علينا وأن يضيفوا ويسهموا في إثراء النقاش والتفاعل بإيجابية مع هذا الموضوع .