من المفيد أن ينطلق البحث في تعليمية الوحدات المعجمية من طرح بعض القضايا المهمة فيها، وذلك لفتح باب النقاش حولها بُغية الإثراء العلمي، من المباحث الرئيسية التي اخترنا عرضها:

-تنوّع الطرق والأساليب المعتمَدة في تعليم المفردات.

-وظيفية المفردات المُكتسَبَة أو المُتعلَمة.

-التعرّف على عوامل إثراء الحصيلة الإفرادية.

-الاستفادة من الأبحاث الغربية في هذا المجال.

– تنوّع الطرق والأساليب المعتمَدة في تعليم المفردات: فقد اختلف الباحثون في انتقاء الطرائق الناجعة في إكساب المتعلم المفردات اللازمة الخاصة باللغة الهدف؛ ذلك أنّ منهم من يحبذ أن يكون التركيز على تعليم المفردات بصورة منفصلة عن باقي الأنشطة اللغوية وأن يتم تعليمها بصورة صريحة، في حين أن فئة أخرى من الباحثين تدعو إلى التحذير من فصل تعليم المفردات عن بقية النشاطات التعليمية اللغوية مؤكّدة على ضرورة تعليمها ضمنيا، ويعود أصل هذا الاختلاف إلى تنوع المرجعيات العلمية بتنوع النظريات التعليمية.

– وظيفية المفردات المُكتسبة أو المُتعلَمة: فليس كل متعلم متحصل على رصيد معجمي ذهني معين، بقادرٍ على توظيفه، فتوفُر المادّة الأولية غير كاف للبناء ولا فائدة من التعرف على الوحدات المعجمية وما تحمله من معاني ما لم يتم توظيفها في سياقاتها المناسبة.

– التعرّف على عوامل إثراء الحصيلة المعجمية: فمن الجوانب البحثية التي يتطلبها هذا الموضوع، حصرُ العوامل المُعِينة على إعلاء القدرة المعجمية لدى الفرد بُغية استغلالها في العملية التّعليمية التعلُّمية، وبالمقابل تَقَصِّي الأسباب المؤدية إلى عجز المتعلمين عن اكتساب القدرة المعجمية.

– الاستفادة من الأبحاث الغربية في هذا المجال: ومن الملاحَظ أنّ أهم الأبحاث والدّراسات في هذا المجال هي دراسات غربية أُجريت على غير اللغة العربية، يمكن أن نستفيد من نتائجها المتعلّقة بالعناصر المشتركة بين مختلف اللغات من جهة وأيضا استنباط ما تمّ التّوصل إليه فيما يخص آلية الاكتساب اللغوي التي يشترك فيها كل البشر طبيعيا(آلية الاستقبال والمعالجة الذهنية للمفردات بما فيها آلية التخزين-المعجم الذهني- ثم آلية الاسترجاع)، إلّا أنّه يجب التحذير من أنّ خصائص مفردات اللغة العربية تختلف عن غيرها من اللغات العالمية، وهذا ما يتطلب الربط بين هذه الخصائص وعملية اكتسابها طبيعيا أو تعليمها.

   لا يقتصر البحث في تعليمية الوحدات المعجمية على النقاط المذكورة فقط، وإنما يتعدّاها إلى قضايا أخرى ترتبط بفروع علمية أخرى كاللسانيات العصبية، واللسانيات البيولوجية.