الذخيرة العربية
بنك النصوص المحوسبة
يدعوكم للمساهـــمة فيه
Image non disponible
Slider

معايير انتقاء المحتويات التعلّميّة

إن اختيار المحتويات التعليمية في المناهج ومن ثم الكتب المدرسية، يلعب دورا هاما في هندسة التعليم والسير الحسن للعملية التعليمية /التعلميّة، إذ هو ليس فعلا اعتباطيا ولا يتّسمبالعشوائية، بل يخضع لمعايير معيّنة، ولهذا اهتمّت المنظومات التربوية ببناء محتوياتها وفقها.
والمحتوى هو المضمون أو مجموع الأنشطة المقررة في المادة والتي تتوزع على وحدات تعلمية أو محاور أو غير ذلك، وترتبط المحتويات بأهداف المنهاج وتنبني وفقها لأنها الترجمة الفعلية لما نصّ عليه هذا الأخير، فهي وسيلةلتجسيدالأهداف المسطرة في المناهج التربوية.
و تعدّ عملية اختيار المحتويات كما قلنا، عملية في غاية الأهمية ذلك أنّها موجّهة للمتعلّم،ولذا يجب أن تراعىفي هذاالاختيارعوامل عدة قد يؤدي تجاهلها إلى الإخفاق.
ومن المعايير التي يجب مراعاتها في ذلك حسب ما ورد في قاموس التربية الحديث نذكر:
– الاستقلال: أي أن تساعد المحتويات المتعلم على التخلص من التبعية والإمعة(المسؤولية والاعتماد على النفس).
– الدّلالة: أي أن تحمل دلالة ومعنى بالنسبة للمتعلم.
– إثارة الاهتمام: أن تكون المحتويات قادرة على التحفيز وبعث الرغبة في التعلم.
– النّفع: أن تُسهم في تنمية معارف المتعلّم و كفاءاته ومواقفه.
– الصّدق: أن تكون صحيحة و أصيلة وتأخذ في الحسبان آخر درجات التطور.
– التكييف: أن تكون على مستوى المتعلم و تكوينه القبليّ ودرجة نموه.
– قابلية الإنجاز: وذلك بمراعاة العوائق الاقتصادية والإمكانيات المتوفرة.
– الاعتدال: تجنّب تكثيف المادة حتى لا تصبح المادة ثقيلة وتثبط عزيمة المتعلم
وتلي خطوة اختيار المحتويات، طريقة تنظيمها وعرضها والتي يرى الباحثون وجوب تقيدها بالاستمرارية والتتابع والتكامل وذلك بأن تُقدم المعارف المختلفة بشكل متتابع خلال مراحل مختلفة سواء على مستوى السنة أو المرحلة الدراسية الواحدة، وحتى على مستوى المراحل التعليمية المختلفة، هذا إضافة إلى أنّ الخبرات الجديدة ينبغي ألا تشكل قطيعة مع الخبرات السابقة بل أن تُبنى عليها وتنطلق منها، فمجموع الخبرات التي اكتسبها المتعلم في مراحله السابقة هي بمثابة الأرضية التي يبني عليها ما يتلقاه من معارف وتعلمات جديدة ولهذا يشير المختصون إلى أن تحقيق مبدأ التتابع في تنظيم المحتوى يتطلب أن تُقدم الخبرات للتلاميذ بصورة متدرجة تبدأ من السهل ثم تزداد تعقيدا واتساعا وعمقا كلما انتقلنا إلى المستوى الأعلى.
بينما يُقصد بالتكامل أن تُقدم المعرفة بشكل مترابط غير مجزأ سواء كان ذلك في المادة الواحدة أو بين المواد، وهو ما يؤدي إلى تحقيق مبدأ الشمولية في العملية التعليمية/التعلمية من جهة،كما يسمح للمتعلم بإدماج معارفه حسب ما تقتضيه الوضعية التعلّميّة وما يتطلبه الموضوع من تسخير للمعارف المختلفة التي تمّ اكتسابها سابقا من أجل اكتساب جيّد للمعارف الجديدة من جهة أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تواصلوا معنا عبر