ماهية الذخيرة
-
الذخيرة العربية مرجع علمي وتقني وثقافي، ومصدر لشتى الدراسات اللغوية والاجتماعية والتاريخية والعلمية وغيرها. يهدف مشروع الذخيرة إلى التعريف الواسع والعميق بالتراث العربي والإنتاج الفكري العربي المعاصر، وجعله في متناول الجميع، ويعمل على توحيد المصطلحات العلمية والتقنية العربية.
أهمية مشروع الذخيرة العربية
-
إن مشروع الذخيرة العربية لا يوجد ما يماثله الآن من جميع جوانبه وبهذه الأبعاد وهذه الشمولية؛ فهو يكتسي أهمية بالغة ذات أبعاد ثقافية واسعة جدا ومن الطبيعي أن ينجز هذا المشروع في إطار العمل المشترك نظرا لضخامته. هذا ويتعذر على المؤسسة الواحدة بل على البلد الواحد أن ينفرد بالانجاز لأنه يحتاج إلى مشاركة العدد الكبير من المؤسسات العربية العلمية، وأحسن طريقة وأنجعها في هذا هو أن تشرف الهيئة العليا للذخيرة العربية بنفسها على تخطيطه وتنسيقه؛ لأنها أولى بذلك إذ هو عملها.
صفات الذخيرة المميزة وانفرادها بذلك
- الذخيرة بنك آلي من المعلومات بالعربية أي قاعدة من المعلومات المحوسبة تجمع :
- إنتاج الفكر العربي القديم (التراث المنشور) والحديث وما لا يزال يُنتجه على ممرّ الأيام.
-
أهم ما ينتجه الفكر العالمي منقولا إلى العربية، من أفكار علمية جديدة في جميع الميادين: من نظريات وتنقيح وانتقادات لنظريات سابقة وأوصاف لتقنيات جديدة مما ينشره العلماء باللغات الأجنبية يوميا في المجلات العلمية المتخصصة العالمية.
- كل المعلومات التي يمكن أن تساعد متعلّم المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية وطلاب الجامعات والمعاهد العليا، في فهم ما يتلقونه في تعليمهم ودراستهم.
-
نصوص تتراءى فيها الحياة العامة للشعب العربي في مختلف البلدان، ويتراءى فيها الاستعمال العفوي للغة العربية في زماننا (من ذلك ما تنشره الصحف العربية من المقالات والتحليلات وما يسمع من الأحاديث والمحاضرات والموائد المستديرة في الإذاعة والتلفزيون والخطب وغير ذلك).
- الذخيرة إنترنت عربي قبل كل شيء وما يميّزه هو:
- سرعة الحصول على المعلومات المطلوبة باللغة العربية.
- إمكانية التعامل مع هذا البنك الآلي؛ فليست الذخيرة مجرد نصوص فحسب؛ فالحوسبة معناها جعل الحاسوب في خدمة الطالب للمعلومات بل هي طرف آخر في حوار حقيقي.
- الحاسوب هو الذي يتصفحها لصالح المستفيد منها ويستجيب لما يطلبه بمجرد تلقّيه لسؤال .
فوائد الذخيرة العربية
- رفع مستوى المواطن العربي والنهوض باللغة العربية
إن هذا المشروع حضاري وأهم أهدافه هو رفع المستوى الثقافي والعلمي للمواطن العربي لم يسبقه أي مشروع آخر مثله؛ لشموليته وإمداده لكل ما يحتاج إليه المواطن العربي في أي وقت شاء وبأقصر الطرق، من أحدث المعلومات العلمية والتقنية وغيرها، وفي جميع الميادين.
إن تحديث معلومات المواطن حسب مجرى التطور العلمي والتقني هو عمل عظيم وذو أبعاد لا يقدَّر لها تقدير من حيث أهميتها وخطورتها وما سيترتب عليه من تعميم مفيد للعلم وارتفاع المستوى الثقافي للشعوب العربية.
- حوسبة التراث العربي والبحث فيه ومسحه بالحاسوب
ستجعل الذخيرة التراث العربي في متناول أي مواطن؛ فالتراث العربي ينبغي أن لا يبقى مخزنا في المكتبات، ولا في المخطوطات التي لا يصل إليها إلا المتخصص. وستمكن كل المواطنين من إلقاء الأسئلة عن تاريخ العرب والمسلمين وعن لغتهم في استعمالهم الحقيقي لها وعن أفكارهم العلمية وغيرها وكيفية معيشتهم وعن كل ما يتعلق بالدين والعلوم والفنون وغير ذلك مع الحصول على الإجابة الفورية.
- إطلاع العلماء العرب على كل ما يجدّ من جديد في العلوم
تعمل الذخيرة على اطلاع العلماء والباحثين العرب على مستجدات البحوث العلمية التي تنشر يومياً على شكل مقالات في مختلف الدوريات العلمية العالمية المشهورة وذات المستوى العالي؛ فكلها الآن متوفرة باللغة الانجليزية أو الفرنسية أو الألمانية وقد لا تصل إلى جمهور الباحثين العرب إلا القليل منها وقد يكون مرَّ على صدورها وقت طويل عندما تصل إليهم. وهذه الفجوة العميقة ربما تكون من أسباب تأخر العرب في الإنتاج العلمي، إذ لا يتحقق هذا الإنتاج إلا بعد الاطلاع الواسع والمستمر على ما حققه الآخرون في الميدان العلمي. فلا اختراع ولا اكتشاف يحصل إلا بالنظر فيما يُنتجه الغير. وقد يكون المانع هو هذه الصعوبة في الحصول على الجديد من المعلومات أو صعوبة الحصول عليها في وقت وجيز إلا بعد سنوات أو صعوبة اللغة كذلك.
- استفادة التلاميذ والطلاب من الذخيرة
لا ينبغي أن يحرم التلاميذ الصغار والمراهقون وطلاب الجامعات فلا ينبغي أن يُحرموا من الانترنت العربي. فقد رأيناهم ينهلون مما يمدّه الانترنت باللغات الأجنبية ويساعدهم ذلك أيما مساعدة في دراستهم. ولا يتحقق لهم ذلك في الواقع إلا إذا أتقنوا اللغة الأجنبية.
- الاطلاع على حياة الناطقين بالعربية وأحوالهم وعلى الاستعمال الحقيقي للغة العربية خاصة
إن تسجيل أحداث الحياة اليومية الاجتماعية والفنية وغيرها من خلال الأخبار اليومية والمقالات الصحفية سيكوّن ثروة من المعلومات يمكن أن يستفيد منها المواطن أيا كان اختصاصه. ونخص بالذكر اللغوي وواضع المصطلحات الذي سيجد في الذخيرة اللغة العربية، الفصحى المستعملة بالفعل فيمكن أن يتعرف على الشائع من المصطلحات وعلى القليل النادر منه في الاستعمال وذلك بالنسبة إلى جميع البلدان العربية. وبما أن هذا الكشف لا يمكن أن يكون إلا بواسطة الانترنت فيمكن الآن للمَجامع اللغوية أولا أن تتعرف على الشيوع الحقيقي للألفاظ وتعتمد على ذلك في وضعها للجديد منها، وتستفتئ جمهور المثقفين عن صلاحية لفظ تضعه لمفهوم جديد، فإذا أقبلوا عليه استعملوه بدون تردّد. وهكذا فلا تبقى المصطلحات التي تضعها المجامع حبرا على ورق في رفـوف مكتباتها. ثم تستطيع في الوقت نفسه أن تكشف عن الخطأ اللغوي في استعمال مختلف الفئات الاجتماعية. فيلجأ إلى الانترنت لترويج العبارات السليمة المقابلة للخطأ بالاعتماد على مقاييس يعرفها المختصون. كما لا يمكن أن يتصور الانجاز لأي معجم تاريخي للغة العربية إلا بالرجوع إلى هذه الذخيرة.
ما تقتضيه الصفات المنفردة لمشروع الذخيرة العربية
إن كل هذه الفوائد التي سيفيدها المواطن العربي بلجوئه إلى الذخيرة لن تتجسد وتتبلور إلا بحيازة الملايين من النصوص المحررة أو المنطوقة في ذاكرة الحاسوب: من التراث ومما يجدّ من جديد، ولا يمكن أن تستجيب لما يطلبه المواطنون إلا إذا بلغت الحجم الكافي من النصوص. وعليه، فإن ضخامة العمل لا تسمح لأي مؤسسة بالتكفل بإنجازه لوحدها، بل ولا حتى البلد الواحد من البلدان العربية؛ فالتقويم الكمي والكيفي لإنجاز الذخيرة يشير إلى ضرورة الإشراك لأكثر المؤسسات العلمية الموجودة في الدول العربية وأن يكون التمويل مشتركا بين الدول المشاركة في الانجاز والتنسيق.